يروى هذا المثل للقمان بن عاد، وذلك أنه أقبل ذات يوم فبينا هو يسير إذ أصابه عطش، فهجم على مظلة في فنائها امرأة تداعب رجلا، فاستسقى لقمان، فقالت المرأة: اللبن تبغي أم الماء؟ قال لقمان: «أيهما كان ولا عداء»، فذهبت كلمته مثلا، قالت المرأة: أما اللبن فخلفك وأما الماء فأمامك، قال لقمان: «المنع كان أوجز»، فذهبت مثلا، قال: فبينا هو كذلك إذ نظر إلى صبي في البيت يبكي فلا يكترث له ويستسقي فلا يسقى. فقال: إن لم يكن لكم في هذا الصبي حاجة دفغثموه إلي فكفلته، فقالت المرأة: ذاك إلى هانىء، وهانىء زوجها، فقال لقمان:وهانىء من العدد؟» فذهبت كلمته مثلا، ثم قال لها: من هذا الشاب إلى جنبك فقد علمته ليس ببعلك؟ قالت: هذا أخي، قال لقمان: «رب أخ لم تلذه أمك»، فذهبث مثلا، ثم نظر إلى أثر زؤجها في فثل الشعر فعرف في فتله شعر البناء أنه أعسر، فقال:ثكلت الأعسر أمه، لو يعلم العلم لطال غمه»، فذهب مثلا، فذعرت المرأة من قوله ذغرا شديدا، فعرضت عليه الطعام والشراب، فأبى وقال: «المبيت على الطوى حتى تنال به كريم المثوى خير من إتيان ما لا تهوى»، فذهبت مثلا، ثم مضى حتى إذا كان مع العشاء إذا هو برجل يسوق إبله وهو يرتجز ويقول: روحي إلى الحي فإن نفسي رهينة فيهم بخير عرس حسانة المقلة ذات أنس لا يشترى اليوم لها بأمس فعرف لقمان صوته ولم يره، فهتف به: يا هانىء، يا هانىء، فقال: ما بالك؟ فقال : ياذاالبجاد الحلكة والزوجة المشتركة عش رويداابلكه ليست لمن ليست لكه
فذهبت مثلا، قال هانىء: نور نور، لله أبوك! قال لقمان: «علي التنوير، وعليك التغيير، إن كان عندك نكير، كل امرىء في بيته أميره، فذهبت مثلا، ثم قال: إني مررت وبي أوام فدفعت إلى بيت، فإذا أنا بامرأتك تغازل رجلا، فسألتها عنه، فزعمنه أخاها، ولو كان أخاها لجلى عن نفسه وكفاها الكلام، فقال هانىء: صدقتني فداك أبي وأمي، وكذبنني نفسي! فما الرأي؟ قال: هل لك علم؟ قال: نعم بشأني، قال لقمان: «كل
امرىء بشأنه عليم»، فذهبت مثلا. قال له هانىء: هل بقيت بعد هذه؟ قال لقمان: نعم، قال: وما هو؟ قال: تحمي نفسك، وتحفظ عرسك، قال هانىء: أفعل، قال لقمان: «من يفعل الخير يجد الخبر»، فذهبت مثلا، ثم قال: الرأي أن تقلب الظهر بطنا والبطنظهرا، حتى يستبين لك الأمر أمرا، قال: أفلا أعاجلها بكية، توردها المنية، فقال لقمان: «آخر الدواء الكي»، فأرسلها مثلا، ثم انطلق الرجل حتى أتى امرأته فقص عليها القصة، وسل سيفه فلم يزل يضربها به حتى بردت